فإنَّ هذا البحثَ مَعْنِيٌّ بدرسِ جزءٍ من ظاهرة البدل التي لم تنلْ حظّاً ذا بال من اهتمام المحْدَثين دَرْساً وصفيّاً، إذْ يظهر الحديث عن ظاهرة البدل مبثوثاً في ثنايا البحوث التي تتناول التَّوابعَ ، وحين تناول أحد الباحثين ظاهرة البدل جاءت دراسته عامة و مُقتضبة؛ فلم يُفرَد لکلّ جانب من جوانب ظاهرة البدل بحثٌ خاصٌّ يستجلي دقائقه وغوامضه ، وکان هذا سبباً في اختياري نوعا من أنواع البدلِ کثرت الخلافات في مسائله وهو البدل المباين ليکونَ عليه مدارُ البحثِ . ولقد جعلَ بعضُ الباحثين البَدلَ على أربعةِ أقسام ، وجعله بعضُهم خمسة، وقسَّمه غيرهم إلى سبعةِ أقسام: بدل کلٍّ من کلّ، وبدل بعض من کلّ، و بدل کلّ من بعض، وبدل اشتمال، و بدل إضراب، وبدل غلط ، وبدل نسيان ،وتندرج الأنواع الثلاثة الأخيرة تحت مصطلح البدل المباين، وقد اختلفَ الباحثون في النَّظر إلى أفراد هذه الظَّاهرة اختلافا يدعو إلى البحث عن معايير واضحة لتصنيفها أو سماتٍ فارقةٍ تُمَيِّز کلّ قسم خاصة في البدل المبايِن . وتظهر الکثير من الأسئلة عند مناقشة موضوع البدل المباين مِنْ نحو : ما السِّمة الفارقة للبدل المباين بأقسامه الثلاثة عن الأنواع الأخرى للبدل ؟ متى ظهر مصطلح البدل المباين وما مقدار اختلاف النحاة حول أقسامه ؟ لماذا تجاهل بعض النحاة بدل الإضراب ؟ أيُعدُّ ترجيح النحاة للإضراب بــ "بل " على اتخاذ أسلوب بدل الإضراب في الکلام دعوة للانصراف عن اتخاذ هذا الاسلوب وهل اتخاذه في الکلام نقصٌ في الفصاحة واصطناعٌ لما يؤدي المعنى أداءً مُلْبِسا غامضا يَحُول دون الفهم السَّهل اليسير ويُکَلِّف السَّامع العَناء أم أنَّ هذا الاعتقاد ناتجٌ من بُعْدٍ عن القَصْد والاعتدال في النظر إلى آرائهم ؟ أکان تخريجُ بعضِ النحاة لما ورد من شواهد من أقوال العرب وشواهد حديثية وشعرية على حذف العاطف وليس البدلية حلقةً من حلقاتِ الغُلوِّ في إيثار أسلوب العطف أم أنهم علَّلوا لنا هذا الإيثار؟ وإذا کان الأفضل الانصراف عنه فعلام اعتمد من خرَّج عددا من الأحاديث النبوية عليه ؟ ما الفرق بين تنازع التأويل الحادث في البدل المباين والتنازع الذي يظهر في البدل المطابق أو بدل الجزء أو الاشتمال ؟ وإذا کان أکثر النحاة يُنکر وجودَ بدلِ الغَلط في الفصيح من الکلام فَبِم سوَّغ من قال بوجوده على نُدْرة في الحديثِ النَّبويِّ على غيرِ لسانِ النبي - صلَّى الله عليه وسلّم – وفي الشعر الفصيح مذهبه ؟ ولماذا أشار بعض المتقدمين إلى أنه لا منافاة بين وجود بدل الغلط في الکلام والبلاغة ؟ وقد تنوَّعت المظان التي اعتمد عليها البحث ومنها کتب التراث النحويّ، وبعض کتب الدراسات اللغوية الحديثة، وکتب الحديث النبويّ وشروحها، وکتب التفسير ،والدواوين الشعرية، وبعض کتب البلاغة.
عبد العاطي, هدي فتحي. (2017). البََدل اُلمباِين في اللُّغةِ العربية أقسامه و أوجه اختلافه عن الأنواع الأخر ي للّبدل. المجلة العلمية بکلية الآداب, 2017(31), 908-960. doi: 10.21608/jartf.2017.121589
MLA
هدي فتحي عبد العاطي. "البََدل اُلمباِين في اللُّغةِ العربية أقسامه و أوجه اختلافه عن الأنواع الأخر ي للّبدل", المجلة العلمية بکلية الآداب, 2017, 31, 2017, 908-960. doi: 10.21608/jartf.2017.121589
HARVARD
عبد العاطي, هدي فتحي. (2017). 'البََدل اُلمباِين في اللُّغةِ العربية أقسامه و أوجه اختلافه عن الأنواع الأخر ي للّبدل', المجلة العلمية بکلية الآداب, 2017(31), pp. 908-960. doi: 10.21608/jartf.2017.121589
VANCOUVER
عبد العاطي, هدي فتحي. البََدل اُلمباِين في اللُّغةِ العربية أقسامه و أوجه اختلافه عن الأنواع الأخر ي للّبدل. المجلة العلمية بکلية الآداب, 2017; 2017(31): 908-960. doi: 10.21608/jartf.2017.121589