سقايات"چشمات" استانبول الچشمة الألمانية نموذجاً

المؤلف

کلية الاداب , جامعة طنطا

المستخلص

إن ثقافة الاحتياج إلى الماء موجودة فى المجتمع الإسلامى کوجودها فى المجتمعات الأخرى على مر التاريخ ؛ وعليه فقد عرفت الچشمات فى الحضارة الترکية کما عرفت فى الحضارات المختلفة وفى العصور التى سبقت الحضارة الترکية، فمثلاً توجد چشمة مصنوعة من التراب المطبوخ ترجع إلى القرن السابع قبل الميلاد وذلک فى الحضارة اليونانية، وتوجد بقايا چشمات فى أثينا، أما فى العصر الرومانى  فقد بنيت من هذه الچشمات فى جميع مدن الأناضول، وکانت تزين تلک الچشمات بالفسيفساء([1]) فى حدائق منازل الأغنياء، وهى تشبه السلسبيل بشکل کبير، وفى بومباى کانت توجد چشمات شارع يسيل منها الماء باستمرار ليستفيد منها کل شخص. وفى القرن الثانى بعد الميلاد ظهر فى الجزائر چشمات شارع أيضاً فى الحفائر، وثبت أنه فى الفترة البيزنطية تم بناء چشمات عمومية بشکل محدود للغاية، فوجد فى خرابات أفسوس چشمتين بيزنطيتين لکل منهما غطاء رخامى مزين بعلامات الصليب. وشوهدت بقايا بعض الچشمات التى تعود إلى هذا العصر فى سيده، أما فى قلعة أفيون قره حصار فتوجد چشمة بيزنطية ذات کتابة محفورة على الصخر، تستمد ماءها من خزانات مصنوعة من الصخور([2]).



(*)السقاية:الإناء يسقى به، وقيل السقاية هو الصاع والصواع بعينه، والسقاية الموضع الذى يتخذ فيه الشراب، وقيل المِسقاة والمَسقاة والسقاية موضع السقى.
-ابن منظور: لسان العرب ، دار المعارف مج3،ص:2043.
([1]) الفسيفساء: يعود أصل هذه الکلمة إلى الکلمة اليونانية (Muses) والتى يقصد بها آلهة الفنون والجمال والإلهام الفنى التسعة اللاتى رافقن الإله أبوللو واللاتى ارتبط اسمهن لفظًياً بالکلمة(Mosaic) والتى تعنى الفسيفساء، وقد وصلت هذه الکلمة إلى اللغة العربية بإسم (Psephos) والتى عربت لاحقاً لتصبح (Fas) ، وهى عبارة عن الأشکال المکعبة والمنتظمة التى قطعت من الحجارة أو الزجاج.
إيناس مهدى، مصطلح الفسيفساء ، کلية الفنون الجميلة ، جامعة بابليون، العراق، 2014م، ص1.


([2])İstanbul Tarihi Çeşmeler külliyatɪ,1.cilt.İstanbul su ve kanalizasyon idaresi s:25-26.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية