التوسع القرطاجي بشمال أفريقيا وإسبانيا خلال الألف الأول قبل الميلاد

المؤلف

بقسم التاريخ – کلية الآداب الجامعة الأسمرية الإسلامية زليتن – ليبيا

المستخلص

تُعد قرطاجة من أهم المراکز الفينيقية التي أنشئت على الساحل الغربي للبحر المتوسط فکانت تمثل مرکز الثقل الفينيقي في المغرب القديم وتدعم وجودهم به، ونتيجة لطبيعة الفينيقيين البحرية اختاروا مواقع مراکزهم التجارية بشکل دقيق، بحيث تکون صالحة في عملية الملاحة البحرية من ناحية إمکانية رسو السفن القادمة و إبحار المغادرة ([1])، وفي هذا الصدد يوصف موقع قرطاجة بأنه شبه جزيرة محاطة بالبحر في أغلب جوانبها([2])، ويؤکد بولبيوس (PoLybius) ذلک أيضًا، حيث يصف حدودها المائية، بأن البحر يحدها من جهة وبحيرات أخرى من جهة ثانية کبحيرة تونس من الجنوب وأنها ترتبط باليابسة عن طريق برزخ قرب مدينة أوتيکا الفينيقية.     وانطلاقًا من هذا فإن موقع قرطاجة يبدو وکأنه مثلث قاعدته تمتد من الشمال إلى الجنوب، وقمته تدخل ناحية الشرق في البحر بارتفاع 130م ـــــ وهذا ما يعرف حاليًّا بسيدي بوسعيد ـــــ وبجانب هذه القمة تنحدر أرضها نحو الشمال الغربي ، مکونة بذلک ميناءً طبيعيًّا لرسو السفن، ومنه ترتفع اليابسة لتنشئ جبليْ الخاوي والرمل، وفي الجنوب توجد تلال يعرف أحدها بتل جونون الذي يفوق ارتفاعه 50 م والآخر سانلوي الذي يبلغ ارتفاعه نحو 60م([4])، وقد تميز موقعها هذا بوجود مساحة واسعة من الأرض الصالحة للزراعة والتي تساعد على توفير متطلبات المواطنين بالمواد الغذائية(

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية