المنشآت المعمارية لخليل أفندى المقاطعجى بالأزهر (1042هـ/ 1632م) (أثر رقم 71) دراسة معمارية وثائقية

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

کلية الاداب , جامعة طنطا

المستخلص

الدراسة الوصفية للمنشآت المعمارية لخليل أفندى المقاطعجى: السبيل والکتاب:يقع هذا السبيل والکتاب الذى يعلوه بالأزهر (خريطة 2) ويشغل ناصيتين، الواجهة الشمالية الشرقية وهى الواجهة الرئيسية للسبيل وبها کتلة المدخل وشباک التسبيل وتطل على شارع الدردير (لوحة 1)، أما الواجهة الجنوبية الشرقية وتطل على عطفة السلاوى([1]) (لوحة 5).
وقد أوقف المنشئ الصهريج سبيلاً لله تعالى لخزن الماء العذب به فى کل سنة من ماء النيل المبارک زمن زيادته وتسبيله لمن يرد عليه من الناس للشرب([2]).
وقد قرر الواقف بالسبيل رجلاً يکون مزملاتياً([3]) بالصهريج يقوم بفتحة ونقل الماء من بيارته إلى مزملته وتسبيله للشرب فى الأيام والأوقات المعهودة ويقفله بعد ذلک. واشترط الواقف أن يکون سالماً من العاهات قادراً على العمل وقرر له فى کل شهر أربعون نصفاً فلوساً نحاساً([4]).



([1])   تشير الوثيقة أن الحد الشرقى يقع على زقاق الکعکيين، والحد القبلى يقع على عطفة الشيخ العلقمى.
       الوثيقة 3193 أوقاف، ص 3، سطر 7-8.


([2])   الوثيقة رقم 3913 - أوقاف ص 4، سطر 4-5، ص 26، سطر 11-12


([3])   المزملاتى: هو الموظف المختص بالعمل فى السبيل ومهمته القيام بتسييل الماء على المارة ووضع ماء الورد فى أحواض الشرب وتنظيف المبنى ورش ما تجاهه کما يقوم بحراسة أوانى الشرب وإنارة السبيل من الخارج والداخل.
       للاستزادة
       الحسينى (محمود): الأسبلة العثمانية، ص ص 354-355.


([4])   الوثيقة رقم 3913 - أوقاف، ص 28، س 9: 11، الفلوس النحاسية: صک النقود النحاسية لأول مرة فى عهد السلطان مراد الأول (769-771هـ/ 1360-1363)م واستمر صک النقود النحاسية والتعامل بها فى سيطرة العثمانيين على الولايات العربية إلى جانب النقود الذهبية والفضية. وقد عرفت النقود النحاسية بتسميتها بالفلوس النحاسية التى يقال لها الجدد وهو مسمى بالنقود النحاسية التى بلغت قيمتها أصغر من النصف.
       فهمى (عبد الرحمن) النقود المتداولة أيام الجبرتى، بحث منشور فى ندوة د. عبد الرحمن الجبرتى، دراسات وبحوث الهيئة المصرية العامة للکتاب 1976، ص 576.
       عرفة (إيمان): النقود المتداولة فى مصر زمن الحملة الفرنسية (1213-1216هـ/ 1798-1801)م، مخطوط رسالة ماجستير، کلية الآثار، جامعة القاهرة، 2006، ص 7.
الألقاب التى وردت بالوثيقة([1]):
"سيدنا([2]) ومولانا([3]) قدوة أرباب الکمالات العظام عمدة([4]) أهل السيادات الفخام الجناب([5]). المکرم([6]) ذى الجـلاء والتعظيم مولانـا خليـل
أفندى([7]) مقاطعجى([8]) الشهير بمصر المحروسة.



([1])   الوثيقة رقم 3913 - أوقاف ص 2، س 11: 13.


([2])   سيدنا: السيد فى اللغة المالک والزعيم، وقد أطلق کلقب عام على الأجلاء من الرجال، وکان السيد يضاف إلى اللقب ضمير المتکلم الجمع فيقال "سيدنا" وکان "سيدنا" يستعمل فى مخاطبة أجل رجال السياسة والعلم والدين.
       الباشا (حسن): الألقاب الإسلامية فى التاريخ والوثائق والآثار، دار النهضة العربية، 1978، ص ص 345-352.


([3])   مولانا: هى فى الأصل "مولى" ويطلق فى اللغة على السيد وعلى المملوک والعتيق وعلى المنتسب إلى قبيلة، وقد استعمل کلقب بمعنى السيادة أحيانا ًوبمعنى الانتماء أحياناً أخرى، وهو فى کلتا الحالتين مشتق من المعنى الأصلى للکلمة على سبيل الکتابة.
       وقد ذاع استعمال لقب "المولى" مضافاً إلى ضمير جمع المتکلم فقيل "مولانا" واستعمل هذا اللقب منذ الخلفاء الفاطميين واستمر حتى العصر العثمانى.
       الباشا (حسن): الألقاب، ص ص 516-518.


([4])   عمدة: العمدة فى اللغة ما يعتمد عليه، وقد أضيف إلى هذا اللفظ بعض الکلمات لتکوين ألقاب مرکبة مثل "عمدة الأحکام"، "عمدة الإمام" عمدة الملوک وعمدة الملوک والسلاطين.
       واللقب: عمدة أهل السيادات الفخام، ورد هنا لأول مرة حسب علمى الباشا (حسن): الألقاب، ص ص 408-409، برکات (مصطفى):
       الألقاب والوظائف العثمانية، دراسة فى تطور الألقاب والوظائف منذ الفتح العثمانى لمصر حتى إلغاء الخلافة العثمانية، دار غريب، 2000م، ص 162.


([5])   الجناب: فى اللغة الغناء أو ما يقرب من محلة القوم، ويجمع على أجنبة کمکان وأمکنة على جنبات کجماد وجمادات. وهو من ألقاب الأصول التى بدأ استعمالها فى المکاتبات إذ انه يعبر عن الرجل بفنائه وما قرب من محلته من باب التعظيم.
       الباشا (حسن): الألقاب، ص ص 241: 245، برکات (مصطفى): الألقاب والوظائف العثمانية، ص ص 235-236.


([6])   المکرم: أطلق هذا اللقب لأول مرة على علاء الدولة أبى سعد مسعود فى نص إنشاء سنة 508هـ/1114م على برج مسعود فى غزنة.
       القلقشندى (ابى العباس أحمد ت 821هـ/1418م) صبح الأعشى فى صناعة الإنشا، بولاق، 1915، جـ6، ص 30، الباشا (حسن) الألقاب، ص 495.


([7])   أفندى: أطلق فى زمن بن بطوطة (ت 777هـ/75-1376م) على أخى السلطات فى قصطمونيه.
       الباشا (حسن): الألقاب، ص 166.
وکلمته أفندى من اليونانية العامة افنديس Efendis ودخلت فى اللغة الترکية الأناضولية فى وقت مبکر واستعملها الترک منذ القرن 7هـ/13م واستعملوه لقبا للرجل الذى يقرأ ويکتب، ولقباً لبعض کبار الموظفين وللأمراء أولاد السلاطين مشايخ الإسلام، وبلقب بها الضباط حتى رتبة البکباشى کما أطلقت فى العربية على الکاتب الموظف، فى الدولة.
وقد شاع لقب "أفندى" فى البلاد التى خضعت للنفوذ العثمانى واستخدم فى مصر لقبا فخرياً لنقيب الإشراف.
الجبرتى (عبد الرحمن بن حسن ت 1240هـ/1825م): عجائب الآثار فى التراجم والأخبار، بولاق، 1297هـ/1879م، جـ4، ص 321.
وقد ألغى هذا اللقب فى ترکيا سنة 1934 وبطل استعماله فى مصر بعد عام 1952.
سليمان (أحمد السعيد): تأصيل ما ورد فى تاريخ الجبرتى من الدخيل، دار المعارف، 1979، ص ص 21: 23.


([8])   مقاطعجى: هذه الکلمة مزيج من کلمتين "مقاطع" و"جمى" اللاحقة فى الترکية التى تفيد الوظيفة. وهى تعنى أن يقوم بتحصيل الإيرادات من أملاک الإمبراطورية.
       سليمان (أحمد السعيد): تأصيل، ص 118.
       وقد استخدمت الامبراطورية الإسلامية نظام الإقطاع وجمعها مقاطعات لإدارة وتنظيم الأراضى الخاضعة لها، وکان هذا النظام هو الأساس الحقيقى للنظم السياسية والاقتصادية فى هذه الامبراطورية.
       وقد انقسمت الامبراطورية العثمانية إلى شبکة فسيحة من المقاطعات وعهد بکل منها إلى "مقاطعجى" معين کان مسئولاً عن استغلال الإمکانيات الاقتصادية لمقاطعته مقابل تقديم مبلغ محدد إلى الحکومة المرکزية.
       الدمرداش کتخدا عزبان (الأمير أحمد ت 1169هـ/1755م): الدرة المصانة فى أخبار الکنانة، تحقيق د. عبد الرحيم عبد الرحمن، المعهد العلمى الفرنسى للآثار الشرقية بالقاهرة، 1989، الزهراء للنشر، 1992، ص 72، ح1.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية