النداء بين النحو والتداولية.

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

قسم اللغة العربية وآدابها، کلية العلوم الإنسانية، جامعة الملک خالد، المملکة العربية السعودية.

المستخلص

تعنى نظرية تداولية الخطاب بدراسة اللغة بوصفها ظاهرة خطابية وتواصلية واجتماعية، حيث تنظر في عملية التواصل اللغوي بما تضم من متکلم، ومخاطب، ومنطوق لغوي، وسياق للمنطوق، وقصد أنشئ من أجله الکلام، وفائدة تحققت لدى المخاطب، وأثر تحقق من خلال المنطوق، فاستعمال اللغة ليس مجرد إنجاز فعل مخصوص فقط، بل هي جزء کامل من التفاعل الاجتماعي.
وقد فطن اللغويون العرب إلى کثير من العناصر التي تعد أسسا تداولية عند المعاصرين، فرأوا ضرورة دراسة اللغة في ضوء سياقاتها التي استعملت فيها، کما رأوا ضرورة مراعاة مقاصد المتکلمين وأغراضهم من الخطاب، ومراعاة أحوال المخاطبين وفهمهم مقاصد المتکلمين، وما هذا الاهتمام بمصطلحات: المتکلم، والقصد، والمخاطب أو السامع، والخطاب، ودلالة الحال، ومقتضى الحال، والمقام، وأمن اللبس، ورفع التوهم، إلا دليل على ذلک. فلم يقتصروا في دراستهم للغة على النظر في بنية النص اللغوي على أنه شکل منعزل عن العوامل الخارجية التي تحيط به، وإنما أخذوا مادتهم من خلال معالجتهم لهذه النصوص على أنها ضرب من النشاط الإنساني الذي يتفاعل مع محيطه وظروفه، کما فطنوا کذلک إلى أن للکلام وظيفة ومعنى في عملية التواصل الاجتماعي، وأن هذه الوظيفة وذلک المعنى لهما ارتباط وثيق بسياق الحال أو المقام، وما فيه من شخوص وأحداث.
ويُعد هذا البحث محاولة لإعادة قراءة تراثنا العربي ممثلا في أسلوب النداء في ضوء نظرية لغوية حديثة، هي تداولية الخطاب، فقد أضحت رؤية التراث من منظور النظريات اللغوية الحديثة من الأهمية بمکان؛ حتى نستطيع تفسير منطوقنا العربي في ضوء تلک النظريات، مستفيدين مما يمده بنا التراث من ثوابت لغوية وأدبية، وکذلک مستفيدين من معطيات النظريات الحديثة، وهو ما لا يغفل التراث، ولا يغفل النظريات الحديثة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية