تنادي النفعية utilitarianism - وهي إحدى المذاهب الشهيرة في الأخلاق - بأن من واجبنا خلق أکبر قدر من السعادة والنقعي هر ذلک الفرد الذي يقول بأن واجبنا هي اليلوغ بالقيمة إلى أقصى حد لها ، ولسنا بحاجة إلى الاعتقاد بأن السعادة أو اللذة هي الشيئ القيم الوحيد . ومن هنا نجد أن مفهوم السعادة يلعب دورا بارزا في معظم مذاهب النفعية وإذا تساءلنا عن معنى السعادة التي تنادي بها النفعية لوجدناها تعنى تحصيل أکبر قدر من اللذات ، وتجنب أکبر قدر من الآلام . ووفقا لذلک فإن معيار الأفعال الخبرة هو أن تؤدي إلى زيادة المجموع الکلي للذة ، ومعيار الأفعال الشريرة هو أن تؤدي إلى الإقلال من اللذات وهذا يفضي بنا إلى مبدأ النفعية ، ويسمى ايضا مبدأ أکبر سعادة The Greatest Happiness Principle يعرف رېنتام ، النفعية بقوله : « إنها خاصية الشئ الذي جعله بنتع فائدة أو لذة ، أو خبرا ، أو سعادت ( رکلها هنا بمعنى واحد ) واذا رجعنا إلى عهد رأبيقور ، نجد أن اللذة قد تحولت إلى منفعة ، ولکنها کانت منفعة فردية شخصية تبناها وأکد عليها « هوبز ، في بداية العصر الحديث ، وقد أثار ذلک الأخلاقيين من معاصريه وخلفائه بأنانيته ، فتحولت المنفعة الفردية بعده إلى منفعة للمجموع ، ثم شاع استخدام کلمة ر السعادة في کتابات النفعيين . ويتجلى ذلک في أن النافع هو ما يحقق لذة أو يبعد ألا ، أو هو ما يوفر السعادة بتعبير آخر لقد کان شعار النفعيين : أعمل لتحقيق أکبر قسط من اللذة ( أو المنفعة ) لأکبر عدد من الناس ، فتحول هذا الشعار إلى المطالبة بتوفير أکبر قسط من السعادة لأکبر عدد من الناس . ومن ثم نقد اختلطت اللذة بالمنفعة أولا ، ثم مالبثت حتي امتزجت بالسعادة فکان الخلط 4 - بين دلالات هذه الألغاز ( 4 ) لقد جعل أکثر النفعيين المذهب السيکولوجي الأول أساسا للمذهب الأخلاقي الثاني ، يقول : ربنتام ، في الفصل الأول من کتابه : ( أصول الأخلاق والتشريع ) : إن الطبيعة قد أخضعت الإنسان السلطان اللذة والألم بحيث أصبح بدين لهما بکل أفکاره ، ويسند إليهما کل أحکامه ، ويقيم عليهما کل و أهداف حياته ، ومن زعم أن سلوکه بنجاة من إيحائهما نهر في ضلال ، لأن غايته من کل أفعاله في طلب اللذة وتجنب الألم ، حتى في اللحظة التي ينبذ نبها أعظم اللذات ، ويقبل نبها على أمض الآلاما وإلى هذين الباعثين ، اللذة والألم ، برد مبدأ الثنية کل تصرفات الإنسان ويقول رمل ، في الفصل الرابع من کتابة عن مذهب النفعية : إن الإنسان لا يرغب في شئ لناته ، وانا برغب فبما يجلب لذة أو يبعد أيه ولکن ما هو الوقف إذا کان لديک اختيار بين السعادة لنفسک على حساب الآخرين أو تحقيق سعادة الآخرين على حساب سعادتک ، فإيهما تختار ؟ لاشک أنک ستختار وفقا للمعادلة النسبة أي بديل بتتح المقدار الکلي الأکبر للسعادة الصافية . فإذا کانت السعادة الصافية أکبر في البديل المفضل لديک فإنک تتبنى هذا البدليل والعکس صحيح . بتول د مل ، : « إن السعادة التي تشکل المعيار النقي لما هو صواب في السلوک لبست سعادة الفاعل وحده ولکنها سعادة کل المعنيين بذلک . فمنهب التنمية يتطلب من الإنسان أن يکون محابيا وخالي الغرض ، نزيها ، وشاهدا حبادبا . أو بعبارة أخرى يجب ألا تتجاهل سعادتک من حسبانک ولکن لاتعتبرها أکثر أهمية من سعادة أي فرد آخر ، فأنت تعتبر واحدة ، وواحدة فقط ، مثل أي فرد آخر . وهو ما يعني ألا تتعامل من أجل سعادتکم على فعل ما يکون هو ضد سعادتک ، ويجب أن يکون اختبارک منزهة عن الغرض غاما وأن تطبيق مبدأ أعظم مندار کلي للسعادة لأکبر عدد من الناس ، لا أن تطبق مبدأ سعادتي حتي ولو لم يشارکني فبها إلا القليل النادر من الناس وميل و سدجويک ، إلى تأييد مذهب المنفعة العامة مع تعديله بإقامته على أساس حدسي ، وربما کان دليله في هذا الصدد أکمل الأدلة التي عرفت في تاريخ المذهب . وهو وإن کان بتفق مع رمل ، بمذهبه اللذي - السيکولوجي والخلقي معا - إلا أنه لم يدرک ما في هذا المذهب من علم انسان ولم بنطن إلى ربره الاختلاف الواضح بين غاية العمل الطبيعية والسعادة الخاصة من ناحية ، وغابة الواجب وسعادة المجموع من ناحية أخرى . وإذا کان أساس الأخلاق عند « سدجويک أن من واجبنا أن نضع أنفسنا عند وجهة نظر العقل ونطيع أوامره ، فسبنتهي بنا هذا إلى أن تکون عدلا مع أنفسنا و مع غيرنا على السواء ، نعدل في علاج دقائق حياتنا وفي اختبار الناتنا الخاصة ، ونولي المستقبل من الاهتمام ما نوليه للحاضر ، کما نعدل في تقدير الذات الآخرين بحيث ننظر إلينا کما ننظر إلى ذاتنا الخاصة وبهذه الطريقة دحض رسدجريک ملعب اللذة الفردي الأناني وأيد منيب اللذة العامة باعتباره المذهب الوحيد الساير لحکم العثل ( ۷ ) . هذا والبحث الذي نقدم له الآن يهتم بالکشف عن مفهوم التنمية ، وإبراز أهم خصائصها في الحياة الأخلاقية بين دعاة مذهب الأنانية وأنصار مذهب الغيرية ، وقد تناولت هذا الموضوع في فوه منهج تحليلي مقارن ، ولقد نسبت بهذه الدراسة متتبعا جذورها التاريخية لدى العديد من الفلاسفة محاولا الإجابة عن التساؤلات التالية : ما المقصود بالنفعية من الوجهة الأخلاقية ؟ وما هو تأثير الاتجاه النفعي على السلوک الإنساني ؟ ۲- إذا کان مذهب الأنانية برى واجب الفرد بقتضى البحث عنا خيره الخاص ، بينما ترى الغيرية أن الواجب الخلفي للفرد بننضي بأن ينشد و خبر ، غيره من الأفراد ، دون اعتبار خبره الخاص ، فهل يمکن التوفيق بين هذين المذهبين المتعارضين ؟ ٣- ومن ثم يمکن أن نطرح تساؤلا آخر : ما مرقف النفعية بشقيها ( الأثاني - الغيرى ) من مسألة التضحية ؟ .