الألوان و دلالتها السياسية في العصر العباسي

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

کلية التربية دمياط

المستخلص

لدراسة الألوان أهمیة کبیرة فی الحضارة الإسلامیة فهی من الأدلة المادیة على المستوى الذی وصلته الحضارة المادیة، وعلى الطبقات الاجتماعیة وتمیزها. کما تدل على رقى الصناعات، وازدهارها، وعلى الأذواق وتطورها. وفى مجال الفنون تعتبر الألوان من أروع الصفحات فی سجل الفن الإسلامی التی تبرر عبقریة الفنان المسلم وأصالته فی الصناعة والفن. و تهدف هذه الدراسة إلى التعریف بماهیة الألوان ومظاهر وجودها فی الحضارة الإسلامیة والتعرف على المظاهر الجمالیة التی تشغلها فی صور المخطوطات ،وهناک تعریفات مختلفة للفظة اللون وردت فی العدید من المعاجم اللغویة، وقد احتلت الألوان حیزاً واسعاً فی الفکر الإسلامی فذکرها القرآن الکریم فی أکثر من موضع، وقدمت المصادر الأدبیة معلومات وفیرة عنها، ولعل أوسع مادة عن الألوان نجدها فی کتب التراجم فی القرآن الکریم جاءت الألوان بدلالات تعبیریة ورمزیة وحسیة ووردت کلمة اللون ومشتقاتها فی تسع آیات من القرآن الکریم. وذکر القرآن الکریم ستة ألوان هی الأبیض والأخضر والأسود والأصفر والأزرق والأحمر. وتستعرض الدراسة السمات الفنیة للألوان فى بعض المدارس التصویریة ودلالاتها الرمزیة،ازدهرت المدرسة العربیة أولى مدارس التصویر الإسلامی فی تزویق المخطوطات الملونة منذ القرن 6هـ/12م، وانتشرت مراکزها الفنیة کفروع محلیة لها فی جمیع أنحاء العالم الإسلامی، والغالب على الظن أنها انطلقت من العراق ثم انتشرت فی سوریة ومصر وإیران وخاصة خلال عصر سلاجقة إیران، وعاشت فترة طویلة جنباً إلى جنب مع المدرسة المغولیة کما امتدت المدرسة العربیة إلى شمال أفریقیا والأندلس ،وعنى المصور المغولی فی بادئ الأمر برسم الموضوعات الحزینة التی تتسم بالکآبة فکانت أکثر صوره مناظر حرب وقتال وصراع وربما کان مرجع ذلک إلى روح العصر الملئ بالحروب والفتن والدسائس فانتشرت فیه أعمال التخریب والقتل والتعذیب فأختار لها الفنان الألوان الداکنة مثل اللون البنی الداکن والأزرق الداکن وکذلک الأحمر والأصفر فضلاً على استخدام اللون الأسود بکثرة ، وقد عکست المخطوطات القلیلة التی وصلت إلینا من الأندلس أنها اعتمدت فى خطتها اللونیة على الألوان الزاهیة

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية