یتحدث البحث عن الأصوات فی اللغة العربیة وماهیتها وکیفیة خروجها، وتأـتی أهمیة البحث فی اللغة، هذا الاکتشاف العظیم؛ أصله، ومنشأه، وأساسه وحده، وموه، ومبتغاه من أن اللغة هی من أعظم الاکتشافات فی تاریخ الإنسانیة؛ بل هی الجسر الذی تعبر من خلاله الإنسانیة کلها للتعارف والتألف والتفاهم والتعاون والتعایش. ثم السلام والاحترام والوئام. فمن لدن وجد الإنسان ولسانه مناط فکره ومناط بتفکیره، فبه یفکر، وبه یدبر وبه یعبر، وبه یصور ما فی الأذهان. وإذا کانت اللغة - أی لغة فی حدها وذاتها ما هی إلا أصوات ومعان، فإن أصوات العربیة فی حدها تکاد تکون لغة قائمة بذاتها بما وحیه من دلالات فالأصوات مادة ال لغة، تلک حقیقة ولا ریب، فما الا لغة فی طبیعتها إلا أصوات دالة على معان، بل إن من الأصوات ما یکون لوحده معان دالة کالصراخ والبکاء والقهقهة. ونحوها، وما لغة الإنسان إلا محض أصوات مصبو غة من الشعور والقصد یعبر بها عن الدلالة المعنویة التی هی فیه وفی هذا البحث أجریت القلم فی سمة دقیقة من سمات العربیة الفریدة والتی قل ما توجد فی لغة إنسانیة غیرها. ألا وهی: "دلالة أصواتها" فتناولت فیه حد الصوت وحد الدلالة، وماهیة الصوت وماهیة الدلالة، وما بین الاثنین من صلة وعلاقة من خلال بعض السمات کالنبر والتنغیم والمقطع الصوتی والوحدة الصوتیة، ونحوها.
)
مشاهدة على SCiNiTO