مفهوم السعادة من التفلسف العقلاني إلي التصوف العرفاني (عند الإمام أبو حامد الغزالي)

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

کلية الاداب , جامعة دمنهور

المستخلص

يعد مفهوم السعادة من أهم المحاور التي شغلت الکثير من رجال الفکر الإنساني، أما فيما يتعلق بالفکر الفلسفي الإسلامي فإنها تعد بمثابة حجر أساس وقاعدة رئيسة رمى إلى رفع أعمدتها ونشر ألويتها کل من الفلاسفة والمتکلمين، فضلا عن کونها أشد ثراء في محيط الفکر الصوفي من أي فکر آخر على الإطلاق. الأمر الذي جعلها تشکل رکيزة أساسية لتأملاتهم حول : الله، والإنسان، والمجتمع.إنّ الاشتغال بمسألة السعادة هو اشتغال فلسفي عميق، فبوسع الفيلسوف أن يتدخّل ؛ من أجل التمييز بين السعادة الحقيقيّة، وسعادة الإشباع والمترفين. فحينما يستسلم الجميع إلى منطق عالم لم يعد قادرا على منح سکّانه غير المسکّنات لأشکال التعاسة، بوسع الفيلسوف أن يتدخّل ؛ من أجل أن يمنح العالم مفهوماً جديداً للسعادة والبهجة : بهجة الحبّ، ومتعة الفنّ، وغبطة العلم، وحماسة السياسية.إن البحث عن السعادة، وتحديد معناها، والسعي لتحقيقها، يعد من أبرز نقاط الاتفاق بين البشر جميعاً في القديم والحديث، على تنوع : أديانهم، ونحلهم، ومذاهبهم، وأجناسهم، وحظهم من العلم والمعرفة. ورغم هذا الاتفاق التام على أن السعادة هي الغاية المنشودة والمقصد الأسمى لسائر البشـر، فقد تعددت الآراء، وتضاربت المذاهب والفلسفات في تحديد : مفهومها، وطبيعتها، ووسائل تحقيقها. ولا يخفى أن کل محاولة لوضع نظرية في السعادة لابد أن تتأثر تأثراً کبيراً بفلسفة صاحبها وفکره، وتصوره عن العديد من القضايا الجوهرية والمتصلة بوجود الله، وحقيقة الإنسان والکون، والعلاقة بينهما، وتأسيساً على ذلک فإن نظرية السعادة عند علماء المسلمين قد انبثقت من خلال عدد من الأسس والأصول، يأتي في مقدمتها : الإيمان بالله، واليوم الآخر، والعلم النافع، والعمل الصالح. کما أنها اتصلت اتصالاً وثيقاً بفهم حقيقة الإنسان، وطبيعة خلقه، وتکوينه، ودوره، ورسالته في الأرض ثم غايته ومصيره. إن موضوع السعادة عند الصوفية – والإمام أبو حامد الغزالي خاصة – موضوع الدراسة لا تنال بسهولة ويسر، بل لابد من الصعود والترقي في مجموعة من المراقي والمدارج الصوفية عبر المرور بالعديد من الأحوال 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية