ثقافة الفقر وانعکاسها علي تنامي ظاهرة التطرف في المجتمع المصري "دراسة ميدانية علي بعض المناطق العشوائية بالمحافظات"

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

کلية الاداب , جامعة طنطا

المستخلص

تعيش الامة العربية اليوم بشکل مستمر في جو من الاضطرابات والعنف وحالة الانسداد المعرفي، إذ لا  يوجد بلد عربي لم تمسه حالة العنف الفکري الممارس من قبل فئات  معينة وهو ما يعرف بالتطرف، والتشدّد أو التطرّف موجود داخل کل مجتمع وحزب وجماعة فالتعصب للرأي والقناعات، و إلغاء الآخر ونفيه، والتعامل معه بتشدّد وحدّة فکرية أو سلوکية، ليس بالنهج الجديد، ولا يختص بفترة زمنية دون أخرى، ولا بمجموعة بشرية معينة، بل هو ظاهرة بشرية طبيعية موجودة منذ وجد الإنسان، وهو ظاهرة عامة وإنسانية موجودة منذ القدم"، يمثّل "نوعاً من الوعي المزيّف وحالة من الهروب إلى الأمام بالاستناد إلى نظرة غير واقعية، وغالباً ما يکون رد فعل على تطرّف آخر أو احتجاجاً على الاعتدال، ولذلک فهو يُمثّل موقفاً خصماً بأکثر مما يمثلُ بديلاً إيجابياً. ولهذا يبقى التطرف حالة هامشية لا تصنع التاريخ ولا تدوم...کما ان مستوى التطرف وتعبيراته تعتمد على العلاقة بمجموعة من العوامل أهمها مدى تخلّف المجتمع أو تقدّمه، ومدى انتشار المعرفة و"العلاقة بين التحدي والمعني بالتحدي لذلک کانت مظاهر التطرف تنتشر في ظل أوضاع التخلف والجهل والفقر وفي اوقات الأزمات، وتقترن عادة بالتعصب والتزمّت وتختلط فيها ثقافة الأساطير بالأحکام القطعية وبالعدائية. إن أسباب مشکلة التطرف والارهاب معا هي اسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وفکرية وايديولوجية. فأعداد کبيرة من الشباب  فقراء عاطلون عن العمل يعيشون في فراغ کبير، ويتعرضون بنفس الوقت لخطاب ديني متطرف ولثقافة ترفض التسامح فيجدون انفسهم في حالة تدفعهم دفعا نحو التطرف والعنف. فثقافة عدم التسامح التي يتم اکتسابها احيانا في المجتمعات العربية الاسلامية في المنزل والمدرسة واجهزة الاعلام والمسجد والشلة تتفاعل مع وجود خطاب ديني يقدمه بعض الوسطاء في المجتمع ويتبنى رؤية خاصة وتفسيرا خاصا للمشاکل الداخلية والخارجية في المجتمعات العربية والاسلامية ويساعد على تنمية التطرف والعنف والارهاب بين الشباب. ولذلک تُعد المناطق العشوائية من أکثر المناطق التي ينتشر بها أعمال العنف والتطرف، ويعد الفقر هو المحرک الرئيسي لهذه الظاهرة .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية