تعتبر مرحلة الشباب من المراحل الهامة في حياة الإنسان نظرا لما يحدث خلالها من تغيرات متعددة المستويات سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو العقلية, ويوتقف نمو المجتمعات وتقدمها الي حد کبير علي الشباب باعتبارهم أهم الموارد البشرية لدي المجتمع, وأکثر طاقة وفعالية, وعلي الرغم من أهمية الشباب في الوقت الحاضر إلا أنهم يعانون من أزمة تظهر في جوهر علاقاتهم بالواقع الذي يحيون فيه, وبالأخرين الذين يعيشون معهم ومن حولهم. وتأتي ظاهرة الاغتراب لتکون واحدة من الظواهر التي باتت تحظي باهتمام الفلاسفة والباحثين في الوقت الحاضر يفوق غيره من الأنواع الأخري من الظواهر, ولقد ازداد الاهتمام بدراسة موضوع الاغتراب بفعل حدة انتشار هذه الظاهرة في مجالات حياة البشر, الامر الذي قد يمثل أحد دلالات أزمة الانسان المعاصر التي نشأت بفعل التناقض والصراع بين الواقع بما فيه من إمکانيات مادية وتکنولوجية هائلة.