البنية الإيقاعية في الشعر العربي المعاصر

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

جامعة البحرين _البحرين

المستخلص

 
ترکز ورقتي العلمية على دراسة الإيقاع في الشعر العربي المعاصر، بلونٍ من التقصي والتعمق، وفي محاولة جادةٍ لاختراق أعماق النص. وأعني بالنص قديمه وحديثه، المعاصر والموروث، فقد تميزت البنية الشعرية العربية حيويتها الإيقاعية اللافتة، تلک التي تتميز بجمالها اللافت للأسماع.
ومما أود الترکيز عليه، تلک المنابع الثرة التي يستقي منها النص العربي جماليته وحيويته، بما لها من ارتباط وثيق بجمال اللغة العربية ذاتها، حروفا ومفردات وتراکيب، واکتناه الأصول التي تشکل هذا النظام الإيقاعي الکامل، فهل الکلمات مفردةً هي التي تشکل تلک البنية الإيقاعية المتناسقة؟ أم أن التراکيب هي التي تشحن التعبير بطبيعته الإيقاعية؟ أم أن البحور الشعرية هي التي تُحدث کل ذلک التناسق الجمالي؟
وينطلق البحث في عملية الاستکناه هذه، باحثًا عن المصدر، في الشعر القديم القائم على التفعيلة والتکرار کموسيقى خارجية، ومرکزًا في الشعر الحديث المعتمد على النبر والإيحاء، وإيقاع الکلمات، أي الموسيقى الداخلية. فما الذي يؤسس لنظام إيقاعي متناسق شديد الإحکام؟ ومن أين يجيء کل هذا التناسق؟
وإننا حين نعزو السر في الشعر القديم إلى البحور الخليلية وحدها، ربما نحيد عن الصواب، إذ الشعر الجديد لازال يحتفظ بمعزل عن البحور الخليلية بالإدهاش الإيقاعي نفسه.
 وفي محاولة ذلک الغوص والتحليل الموضوعي الاستکناهي، يقول الشاعر قاسم حداد: "مثل هذا التعاطي لم يعد مقبولاً ولا جديرًا بالمزيد من البحث، فلا عقدة سلطة النص الأول/ التراثي، ولا عقدة النص الآخر/ الغربي، يمکن أن تسعفا کتابةً تتخلق کل يوم".
وباعتبار هذا القول، فالشکلانية القديمة ليست وحدها مصدر الإيقاع، وکذلک فإن انفلات القصيدة الحديثة لا يعني خلوها من ذلک الإيقاع، إذ لم تغادر الإيقاع أصلاً، فمن أين يجيء کل ذلک، إن لم تکن الألفاظ المفردة وموسيقى الکلمات، ولا التراکيب المجموعة، ولا البحور الخليلية، ولا النبر وحده؟ من أين ينشأ التألق ويشتعل؟ يبدو أن ثمة موسيقى عميقة تکتنز بها القصيدة العربية.
وفي محاولة لاکتشاف ما يتجاوز الوزن ويخلق الإيقاع، وما يتجاوز الکلمات ليحيک الشعر، أقدم هذه الورقة، ففي اللغة العربية سر خارج عن کل ذلک، هو سرٌ مبهرٌ قد يکشف أن ذلک الجمال الهادر هو خارج الموسيقى والإيقاع، وربما أبدأ باحثةً بالقول: إنها روح اللغة العربية التي تسري في جسد القصيدة العربية، وربما أن الموسيقى تصدر مباشرة من طاقة اللغة نفسها ومن فضاءاتها.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية