ظاهرة الاغتراب وفضاء السؤال في شعر الشاعر الكويتي محمد الفايز مذكرات بحار أنموذجا

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

مدرس بجامعة الكويت

المستخلص

وقف البحث على ثنائية الاغتراب والسؤال في شعر محمد الفايز، وتناول مصطلح الاغتراب وفضاء السؤال، ومحمد الفايز شاعر كويتي من أعلام الشعر العربي في الكويت والوطن العربي، وكان من أبرز شعره ديوان (مذكرات بحار) الذي اتخذه البحث أنموذجا. وقد صور فيها معاناة الأجيال السابقة من الكويتيين في سبيل التغلب على شظف العيش ومصاعب الحياة عندما كانوا يقضون الشهور الطويلة على مياه الخليج والبحار الأخرى ليعودوا بعدها بالأمل.
وقد تناول البحث تجليات ذات الشاعر بين الاغتراب والحنين، وأثر المتغيرات الاجتماعية التي مر بها الشاعر في العيش بين الغربة والاغتراب، فضلا عن دلالات اللقاء والوداع والضياع، حيث كانت تيمة الضياع بارزة في مذكراته، وقد أبحر في تعرية ضياع الإنسان، وتعرية العالم المحيط به؛ ذلك العالم الذي تهاوت فيه القيم على يد تجار البشر، في بيان العلاقة الجدلية بين المتنعمين من البشر، وبين المسحوقين الضائعين. وكان الحزن من أبرز المضامين الشعرية التي عبر عنها الشاعر، فقد عكس بشعره انفعالات النفس ومدى ما يدور في فلكها الحزين.
وعرج البحث على الذات المغتربة وفضاء السؤال، وبين أن السؤال الشعري من أهم عوامل إنتاج النص الشعري المكثف؛ حيث مثل السؤال ظاهرة من الظواهر الأسلوبية المميزة في كينونة نصه الشعري، وقد آمن الشاعر بالسؤال بوصفه باعثا للحياة في خطابه الشعري، وقد شحن قصائده بالحركة والطاقة؛ ليعرض مغامرة الدخول إلى نفس المتلقي عبر البحث عن الإجابات.
وقد أثبت البحث أن محمد الفايز من أهم الشعراء المعاصرين، وهذه الدراسة بداية لإلقاء الضوء على شاعريته، من خلال إظهار جانب مشرق من جوانبها. وقد مثل ديوان (مذكرات بحار) الذات المغتربة خير تمثيل، حيث كان الاغتراب معادلا موضوعيا لتعقد الحياة، وتمثل الذات الشاعرة للذات الجمعية التي تنقل أحاسيس الناس ومشاعرهم ومعاناتهم، وقد نشأت في الشعر العربي في تلك الآونة ظاهرة الاغتراب عند عدد من الشعراء، فعاشوا اغترابا روحيا ونفسيا واجتماعيا واقتصاديا، وعبروا عن الانتكاسة الحضارية وما أفرزته في المجتمعات العربية، وانعكس ذلك في شعرهم.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية