ماهية الفلسفة ومستقبلها بين برتراند راسل وجيل دولوز

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلفون

1 كلية الأداب , جامعة طنطا

2 أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الآداب_ جامعة طنطا

المستخلص

تتردد كثيرا كلمة الفلسفة على الألسن للإشارة بها إلى نوع من المعرفة، أو إلى مجال دراسي معين، أو إلى توجهات هذا أو ذاك من أهل الفكر والعلم، لكن رغم كل هذا القدر من الشيوع والاهتمام إلا أنها لا تكاد تكون محددة وواضحة في اصطلاحاتها ومفاهيمها ومباحثها لدى الكثيرين، وهذا ما يدفع إلى طرح جملة من التساؤلات، والتي من أهمها البحث في ماهيتها ومستقبلها، لأن من أهم خصائص الفلسفة أن تتساءل قبل كل شيء عن ذاتها، كما أن دراسة المستقبل تعتبر واحدة من أهم الموضوعات الجديدة التي اهتم بها الفكر الفلسفي المعاصر؛ بجانب العديد من الموضوعات الأخرى التي ظهرت لتلبية احتياجات الإنسان، وتعميق بحثه حول القضايا التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بوجوده وسط تلك المتغيرات المتنوعة سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو علمية أو غيرها، علمًا بأن التطورات التي مرت بها المجتمعات الإنسانية قد غيرت من نظرة الإنسان إلى ذاته، وإلى وضعه في الكون، وإلى طبيعة علاقته بالآخر؛ مما دفع الفكر الفلسفي إلى استحداث موضوعات جديدة، ونرى ذلك واضحًا كمثال في الدراسات الأخلاقية التي تفرعت إلى فروع جديدة؛ مثل الأخلاق الطبية، وأخلاق الهندسة الوراثية، وأخلاقيات علوم الحياة، وأخلاقيات عالم المال والأعمال، وهذه الفروع قد ظهرت حين تم تجاوز النظرة الشمولية التي أهملت التفاصيل المختلفة، وأصبح كل ميدان يعج بالأسئلة المختلفة عن الإنسان، والموت والحياة، وعن معنى القيمة، وكلها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأوضاع المختلفة التي يعيشها الإنسان، والتي لم تعد الكتابات والنظريات كافية للإجابة على الأسئلة التي تطرحها وضعية الإنسان المعاصر([1]).
 
([1]) أوليفر ليمان، مستقبل الفلسفة في القرن الواحد والعشرين، ترجمة مصطفى محمود محمد، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة، الكويت، العدد 301، مارس 2004م، ص10.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية