الانسان هو الكائن الوحيد الذي يجمع بين المادة والروح في مزيج واحد والذي يجمع ايضاً بين دوافع الخير ودوافع الشر في مزيج واحد ايضاً ،واذا كان الأصل فيه هو الخير أو على الأقل يجب علينا ان نفترض ذلك فإن من الجائز أيضاً أن يصبح الشر طاغياً على الأصل أو بالكاد ، وربما ينهزم الشر عند الإنسان لكنه يحتاج إلى انقلاب هائل في أعماق نفسه ، وذلك الانقلاب يستلزم اندفاعاً روحياً ومجاهدة للذات . سوف يتناول بحثنا حقيقة اللذة في رأي راشدال وكيف انها سبب ليس في سعادة الإنسان، بل في شقائه ووقوعه في الشر ، لا نها خداعة وسعادتها مؤقتة وقد استخدم راشدال أمثلته لصياغة وجهة نظره لتفسير طبيعة اللذة باعتبارها تتحكم في الجانب الحسي لدى الإنسان، ومن ثم فهي مسؤولة عن فساد السلوك إذا لم يتم التحكم فيها ، وذلك ما أثبته راشدال مطالباً بضبط الدوافع وتنظيم الانفعالات والتحكم في الشهوات ، كما سنتبين من خلال هذا البحث العلاقة بين العقل والشعور من خلال رؤية راشدال الفلسفية ، والتي قد تساعدنا في الاطلاع على منبع الحكم الاخلاقي.