قضية الإلحاد عند هانس كينج و وليم كريج

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلفون

1 كلية الأداب , جامعة طنطا

2 أستاذ المنطق ومناهج البحث كلية الآداب _ جامعة طنطا

3 أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة كلية الآداب _ جامعة طنطا

المستخلص

الفكر الإنساني يمر بمراحل عديدة، ويختلف باختلاف العصر والفترة الزمنية الذي يحيا فيها، والقضايا التي يعاصرها، وهذه القضايا شغلت الفكر الإنساني قديما وحديثا، وأصبحت في غاية الأهمية على الساحة الفكرية المعاصرة، والبحث عن الدين وماهيته وتجربته ولغته كان شغل الإنسان الشاغل على مر التاريخ، والدين في أبسط صوره يعرف بأنه العلاقة بين الإنسان و قوة فوق الطبيعة لا يمكن إدراكها ماديا، ولكن يمكن إدراكها شعوريا عن طريق الطبيعة، بل ويستدل الإنسان علي وجود الله في نفسه، قال تعالي "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونْ" (سورة الذاريات: الأية ٢١)، وعندما تناول العلماء والفلاسفة الدين بالبحث المستقل عن أي شيء خارجه، (البحث فيه من حيث هو دين فقط) أطلقوا عليه مصطلح "فلسفة الدين" وهي البحث العقلي الحر في الدين دون الاعتماد أو التقيد بدين معين، ومهمتها الكشف عن جوهر الدين ومقاصده والتأمل العقلي المستقل حول حقيقة الدين والظواهر الدينية المتعلقة به.
وانطلقا هانس كينج و وليم كريج في فلسفتهما وأرائهما اللاهوتية من رغبتهما الدائمة للربط بين الدين والعقل من جهة، وبين الدين والأخلاق من جهة أخري، فكان المحور الأساسي والاتجاه الفكري الخاص بهما هو (الدين)، حيث كان بمثابة الباعث لهما علي الخوض في قضايا ذات أهمية كبيرة وخاصة في العصر المعاصر، حيث تمكن كلاهما من مواكبة العصر وإبراز القضايا الدينية الشائكة ومناقشتها عقلانيا، وساعدهما علي ذلك نشأتهما في نفس الفترة الزمنية فكلاهما فلاسفة معاصرين لاهوتيين، وإن كان كينج استطاع وبشدة توظيف أفكاره في التعددية الدينية والقيم الإنسانية أكثر من كريج، بحكم انشغاله أكثر بحوار الأديان والأخلاق العالمية والسلام العالمي، أما كريج فكان شغله الشاغل هو الدراسة اللاهوتية للدين المسيحي خاصة، والدفاع عنه بكل ما أوتي من قوة، وهذا التحيز أفقده كثيرا من حياديته وجعلته أقرب إلي فيلسوف لاهوتي من كونه فيلسوف دين.
فكان بينهما كثير من القضايا المشتركة بل ووجهة نظر مشتركة أيضا في بعض الأراء وخاصة في (قضية الإلحاد)، وكان بينهما اختلاف كذلك في بعض الأراء عن عقائد المسيحية مثل (التثليث، الخلاص، ...وغيرها)  بل واختلفا في المنهج الخاص بكلا منهما في فلسفته، فمنهج كينج نقدى بالأساس، ومنهج كريج تحليلي.
فالإلحاد من القضايا الشائكة التي شغلت الفكر الإنساني قديما وحديثا، وانتشر في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ وأصبح يهدد أي اتجاه ديني يدعوا إلي عبادة الله وخاصة في ظل النزعة المادية التي باتت تحكم الفكر العالمي في العصر الحالي.
فلم يجد المفكرين والفلاسفة طريقا للرد علي الإلحاد وتفنيده إلا عن طريق المنهج العلمي والعقلي المستنير، وكان لكينج وكريج باعا طويلا في الرد علي الملحدين باعتبارهما فيلسوفين معاصرين في المقام الأول وفلاسفة دين في المقام الثاني.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية