ثورة التقنيات العلمية وآثارها الأخلاقية رؤية فلسفية فرانسوا داغوني وطه عبد الرحمن دراسة مقارنة

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

أستاذ مساعد الأخلاق الإسلامية كلية الآداب _ جامعة دمنهور

المستخلص

نظراً لثورة التقدم العملي والتكنولوجي , فإن قضية أساسية بدأت تبرز في العالم الغربي وعالمنا الإسلامي – علي حد سواء - تتعلق باستخدام المعرفة العلمية ، وتركز النظر على البعد الأخلاقي في هذا الاستخدام.  وقد أصبح الحديث عن القيم ملازماً للحديث عن استخدام التقنية ، ومن هنا فالحاجة ماسة الآن لمحاولة السيطرة على التقنية العلمية وتحفيزها داخل إطار إنساني بهدف أن تسهم في تحقيق الحياة الحرة المستمرة لجميع الشعوب بهدف غرس القيم الاجتماعية والمعنوية والروحية لموازنة التقدم المادي وترشيد استخدامه . فعلي الرغم مما قدمه التقدم التقني وما وفره للحياة الإنسانية من نعماء ، فقد سلب الإنسان في الوقت نفسه المزية الوحيدة الحقيقية التي تتيح له الإفادة مما أعطاه عندما صرفه صرفاً شديداً عن قيم الروح وإنسانية الإنسان وكرامته .
لقد طرأت تحولات جديدة في عالمنا المعاصر , وبفعل هذه التحولات برزت قضايا عالمية كبرى أصبحت تفرض نفسها علينا بإلحاح ؛ لإيجاد حلول لها وبناء تصور جديد وأخلاقيات دولية للتعامل معها بما يخدم مصالح الإنسانية , ومن هذه القضايا ما يتصل بقضية الإجهاض , والموت الرحيم .... وغيرها كثير . واختلفت الرؤي الفلسفية ما بين مؤيد ومعارض , الأمر الذي كان حافزاً لعرض موقفين مختلفين لثقافتين مختلفتين فجاءت الدراسة عن إيضاح ثورة التقنيات العلمية وآثارها الأخلاقية رؤية فلسفية عند فرانسوا داغوني , وطه عبد الرحمن , حيث تستند فلسفة داغوني إلى الاعتقاد بأن الإنسان سيد الحياة ، ويمكن أن يكون هو الضحية.  بهذا الشكل يدعو إلى التوجيه العقلاني للتقنيات الطبية حتى ينقص من درجة التشاؤم والمعارضة لها.  فإذا كان القليل من التقنية له تأثيرات سلبية فإن الكثير منها يسمح بمحاربتها .أما طه عبد الرحمن فقد استطاع أن يقدم للإنسانية نظرية عالمية للأخلاق منسجمة مع منطق الوحي الإلهي ، متحركة في مجالاته مقدماً حلولاً أخلاقية لواقعنا المتأزم يقوم على أساس الإيمان والفضيلة والحياة المتزنة , بحديثة عن ثورة التقنيات العلمية وكرامة الإنسان وأفضليته .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية