الأنماط التركيبية والدلالية لـ(إذ) بين القاعدة النحوية والاستعمال اللغوي (دراسة وصفية)

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

مدرس النحو والصرف والعروض في قسم اللغة العربية كلية الآداب - جامعة المنوفية

المستخلص

يضع هذا البحث أيدِيَنا على ما اعترى تحليل النحاة القدماء للعنصر اللغوي (إذ) من إشكاليات تعكس قصور التقعيد النحوي عن مجاراة الواقع اللغوي، وتجميد النحاة الدلالات المتعددة لهذا العنصر النحوي في دلالة واحدة، أو فرض دلالة معينة لهذا العنصر النحوي في استعمال معين على جميع استعمالاته، وهو فرض لمنطق العقل المحدود على طبيعة اللغة اللا محدودة؛ مما ألجأهم إلى التكلف في التأويل والبعد في التقدير، وتلمس المناسبة بين (إذ) وعامل نصبها من دون وجود أي ملابسة أو علاقة دلالية؛ حفاظًا على قدسية القاعدة، وإن تناقضت مع الاستعمال.
فقد توقف البحث على فرض النحاة دلالة أحادية على (إذ)، وهي الظرفية الزمانية؛ ومن ثم حكموا باسميتها، واستبعدوا أن تكون حرفًا، وتلمسوا بكل السبل الممكنة وغير الممكنة تحديد العامل الناصب لهذا الاسم، فشُغلوا بذلك عن النظر في الفروق الدقيقة بين مواضع الاستعمال اللغوي لهذه الكلمة في اللسان العربي عامَّةً، والاستعمال القرآني خاصَّةً، وأثبت البحث أن (إذ) من العناصر اللغوية المتميزة بتنوع استعمالاتها وتنوع دلالاتها، فتأتي في كثير من استعمالاتها حرفًا دالَّا على: الاستفتاح والشروع في القص، أو التعويض والإحالة إلى جملة أو جمل سابقة، أو التعليل، أو التفصيل، أو التفسير، أو الاستقبال، أو المصدرية، أو الحالية، أو المفاجأة، أو التوكيد، وتأتي في بعض استعمالاتها اسمًا دالًّا على معنى الحينية، وهي في كل دلالاتها تحقق التماسك النصي الشكلي والدلالي بين أجزاء النص.
 

الموضوعات الرئيسية