تأتي هذه الدراسة المعنونة بـ"التعدي واللزوم ونظرية بناء الأفعال" في إطار محاولة متواضعة لبناء فرضية نظرية تمكننا من فهم نظام التعدي واللزوم، وتسمح لنا برسم سلمية محددة لهذا النظام تمكننا من فهم طرق انتقال الفعل من مستوى أدنى إلى آخر ذي درجة تعد أعلى وفق إحدى آليات الترقية، وميز سمات كل مستوى، وبيان العلاقات التركيبية للفعل ضمن تلك المستويات. وتنطلق الدراسة من فرضية مؤداها أن البنية الأساسية للفعل هي المحور الرئيس في القول بتعديه أو لزومه. ولقد انصب اهتمام الدراسة على الفعل المتعدي إلى مفعولين في كتب إعراب القرآن الكريم، وجاءت في مقدمة وفصلين، يعالج أولهما "نظام بناء الأفعال وخاصيتا اللزوم والتعدي" من خلال مباحث يتناول أولها نظام بناء الأفعال، ويعرج الثاني على مستلزمات الأفعال مما يعد ركنا أساسيا من أركان بنيتها ومما تتحق فيه الفضلية، ويستعرض الثالث ارتباط بناء الفعل بالزمان، وبالمكان، وبالمفعول به، وبحروف الجر؛ ليرسم صورة للأفعال اللازمة والمتعدية في علاقتها ببقية مكونات جملها، ويتبين الرابع سبل ترقية الأفعال ضمن سلمية التعدي وآليات انتقاله ضمن تلك السلمية. ويعالج الفصل الثاني "بناء الفعل المتعدي إلى مفعولين" وهو فصل ذو صبغة تطبيقية، وذلك عبر أربعة مباحث يكشف أولها عن النمط التركيبي لهذه الأفعال، ويناقش الثاني علاقة هذه الأفعال بالواقع المحسوس وغير المحسوس، وعلاقتها بمعمولاتها على مستوى التركيب والدلالة، وعرج الثالث على بيان عامل المفعول الثاني، وختم الفصل بمبحث ختامي عرض لمخرجات نظرية بناء الأفعال وإلزاماتها، فأجمل أهم نتائج البحث.