فإن معرفة مصطلحات نقّاد الحديث من أهم الأشياء في هذا العلم الشريف؛ إذ كيف يمكن فهم كلام الناقد والحكم على الرجال إن لم نفهم قصده ومراميه من أقواله. فإن لم نفهم مقصود النقاد في الراوي، فكيف يمكننا إذاً الحكم على الرواة الذين يتكلمون عليهم, أو الأحاديث التي حكموا عليها.
فعند صدور لفظ منهم في الرواة فيَحْمِلُ ألفاظ الجرح والتعديل من فهم أقوالهم وأغراضهم, ولا يكون ذلك؛ إلا لمن كان من أهل الصناعة والعلم بهذا الشأن, وأما مَن لم يعلم ذلك وليس عنده من أحوال المحدثين إلا ما يأخُذُهُ من ألفاظ أهل الجرح والتعديل؛ فإنه لا يمكنه تنزيل الألفاظ هذا التنزيل, ولا اعتبارها بشيء, وإنما يتبع في ذلك ظاهر ألفاظهم فيما وقع الاتفاق عليه, ويقف عند اختلاف عباراتهم.
والحديث المضطرب كما عرفه شيخنا: هو الحديث الذي وقع فيه اختلافٌ كثير، أو اختلالٌ قوي (ولو كان الحديثُ فردًا) سَواءٌ أكان الاختلاف أو الاختلال في المتن أو في الإسناد، وسَواءٌ أعُرف الصواب أو لم يعرف.
و تبين لي من خلال أحاديث الدراسة أن مراد الدارقطني من الاضطراب مخالف لتعريف المتأخرين للمضطرب في تساوي الأوجه وعدم القدرة على الترجيح, وقد ظهر لي ذلك من صنيعه -رحمه الله- فقد حكم على حديث بالاضطراب, ثم قال: «والمرسل أشبه بالصواب», وأيضاً استطعت الترجيح بين الأوجه في أحاديث الدراسة, فيكون مراده بالاضطراب (بمعناه اللغوي) لا مااصطلح عليه المتأخرون. ومن التوصيات الجديرة بالبحث والدراسة تتبع كتب المتون الحديثية, وكتب العلل, والوقوف على الأحاديث التي حُكم عليها بالاضطراب ودراستها لبيان المراد بحكم النقاد عليها.
القثامي, فيصل محمد عايد. (2025). مفهوم الحديث المضطرب عند الإمام الدارقطني. المجلة العلمية بکلية الآداب, 2025(59), 2417-2458. doi: 10.21608/jartf.2025.431563
MLA
فيصل محمد عايد القثامي. "مفهوم الحديث المضطرب عند الإمام الدارقطني", المجلة العلمية بکلية الآداب, 2025, 59, 2025, 2417-2458. doi: 10.21608/jartf.2025.431563
HARVARD
القثامي, فيصل محمد عايد. (2025). 'مفهوم الحديث المضطرب عند الإمام الدارقطني', المجلة العلمية بکلية الآداب, 2025(59), pp. 2417-2458. doi: 10.21608/jartf.2025.431563
VANCOUVER
القثامي, فيصل محمد عايد. مفهوم الحديث المضطرب عند الإمام الدارقطني. المجلة العلمية بکلية الآداب, 2025; 2025(59): 2417-2458. doi: 10.21608/jartf.2025.431563