زخرفة الحلزون بين الرمزية والأسس الرياضية في الفنون الكلاسيكية وتأثيرها على تطور النسبة الذهبية لفيبوناتشي

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

أستاذ الآثار اليونانية والرومانية المساعد جامعة الأسكندرية – كلية الآداب – قسم الآثار اليونانية والرومانية

المستخلص

تُعتبر زخرفة الحلزون من الأشكال الزخرفية الهامة في الفنون القديمة، خاصة اليونانية والرومانية، حيث عبرت عن المبادئ الجمالية القائمة على التوازن والتناظر الهندسي. تميزت هذه الزخرفة بتعدد وتنوع أشكالها في جميع أنواع الفنون المختلفة (العمارة، زخرفة الأواني الفخارية، العملة، الرسوم الجدارية، المنحوتات الجنائزية..... الخ). لم تقتصر زخرفة الحلزون على كونها عنصرًا جماليًا، بل كان لها دلالات متعددة، فقد ارتبط شكل الحلزون في العديد من الحضارات القديمة بمفاهيم فلسفية، مثل الدورة الأبدية للطبيعة، والتجدد، والحركة المستمرة للحياة.

ارتبطت زخرفة الحلزون ارتباطًا وثيقًا بالمفاهيم الرياضية التي أرسى قواعدها علماء الرياضيات القدامى، بدءًا من فيثاغورس الذي أسس مبادئ النسبة والعدد كأساس التوازن الجمالي، ومرورًا بثيودوروس، الذي اهتم بدراسة خصائص الأشكال الهندسية ونسبها ومنها شكل الحلزون، ثم إقليدس، الذي وضع أسس الهندسة، وأرخميدس الذي قدم إسهامات جوهرية في دراسة الخصائص الهندسية والأبعاد الرياضية وقدم شرح مفصل لشكل الحلزون، وانتهاءًا بفيتروفيوس حيث قدم شرحًا مفصلًا لشكل الحلزون في حديثه عن العمود الأيونى .

ساهمت هذه الدراسات في بلورة مفهوم النسبة الذهبية، التي شكلت أساسًا رياضيًا للفهم العميق للتناسب والتناظر في الطبيعة.

وفى العصور الوسطى، جاء ليوناردو فيبوناتشي ليضع متتالية الأعداد التي تحمل اسمه، والتي تعكس بشكل دقيق النسبة الذهبية. وقد مكن هذا الاكتشاف من تطبيق هذه النسبة في التصميم الفني والهندسي الحديث، وعلى الرغم من أن النسبة الذهبية لفيبوناتشي لم تظهر بصيغتها المعروفة في العصر اليوناني والروماني القديم، إلا أن الأسس الفكرية التي مهدت لها كانت حاضرة في العلاقات العددية والنسب الجمالية القديمة، خاصة في مدرسة فيثاغورس، وفلسفة أفلاطون وأرسطو عن النظام الكوني والتناغم في الطبيعة،

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية