الأزهرُ الشريفُ ودورُه في تعزيز الأمنِ الفكريِّ وترسيخِ الوسطيةِ دراسة شرعية في ضوء الكتاب والسنة

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

مدرس الدراسات الإسلامية – كلية الآداب – جامعة بني سويف

10.21608/jartf.2025.402232.2381

المستخلص

مما لا شكَّ فيه، أن الله ﷻ كرَّم العلمَ، وشرَّف العلماءَ، وجعلهم في منزلةٍ عاليةٍ رفيعةٍ، ومنذ البعثةِ المحمديةِ الشريفةِ، والله ﷻ يهئُ للأمة من يجدِّدُ لها دينَها، ويجلي لها أمورَها العلميةَ التي أرادها الله منها، ولقد امتنَّ الله على مصرَ بأن جعل فيها هذا الأزهرَ المباركَ منذ ما يربو على عشرةِ قرونٍ، حمل فيها لواءَ الإسلامِ؛ فقام علماؤه وباحثوه ومفكروه بنشر العلمِّ الشرعيِّ، وتقويمِ الناس ودعوتِهم إلى الوسطيةِ والسماحةِ، وبعد تحولِ الأزهرِ إلى المذهبِ السنيِّ سنة 567ه، على يد صلاحِ الدينِ الأيوبيِّ، والأزهرُ الشريفُ يقوم بأدوار الريادةِ والقيادةِ العلميةِ والدعويةِ في مصرَ والعالم كلِّه.

في العصرِ الحديثِ، ظهرت على الساحة أمورٌ خطيرةٌ؛ حيث انتشرت ظواهرُ الإرهابِ والغلوِّ والتطرفِ، ومع الأسف الشديد، فقد تمسَّح بعضُ دعاةِ هذا الفكرِ بالدين، وأوهموا أتباعَهم بأنهم ينطلقون من أوامرَ وأحكامٍ شرعيةٍ، وراجت هذه الأفكارُ عند فئاتٍ من الناس قلَّ علمُهم وضعفت بصائرُهم؛ فكان لا بد أن تقومَ المؤسساتُ الدينيةُ بأدوارها في تصحيح المفاهيم، وردِّ الناس إلى الوسطيةِ والاعتدالِ الثابتين بالكتاب والسنةِ، وكان الأزهر في طليعة هذه المؤسساتِ؛ حيث بذل الأزهرُ بقياداتِه وعلمائِه وباحثيه ومفكريه جهودًا علميةً ودعويةً عظيمةً، من خلال دعوةِ الناسِ إلى صحيح الدين، والوسطيةِ الإسلاميةِ، والأمنِ الفكريِّ القويمِ، وسلكوا في تحقيق ذلك مسالكَ متعددةً من تأليف الكتب، وعملِ البحوث، وإلقاءِ المحاضرات، وخُطبِ الجمعةِ والأعيادِ والمناسباتِ الإسلاميةِ، واللقاءاتِ المتلفزةِ والمذاعةِ، وعملِ المواقعِ على شبكة النت، وإقامةِ المؤتمراتِ والندواتِ المحليةِ والدوليةِ، وإرسالِ البعثاتِ، واستقبالِ الوفودِ، وغيرِ ذلك من الوسائل التي سلكها الأزهرُ الشريف في هذا المجال.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات