نسيج الكتابة والمواقع مقاربة سيميائية معرفية في الفضاء الشعري لمحمد حبيبي

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

أستاذ مشارك الأدب والنقد الحديث قسم اللغة العربية كلية الأداب جامعة الطائف المملكة العربية السعودية

10.21608/jartf.2025.458122

المستخلص

 تركز هذه الدراسة على النسيج الشعري البصري باعتباره حدثًا ذهنيًّا يتمفصل عن خارطة الذهن الشعري، فيؤشر على تمثل الشاعر للعالم والكون والفن. وبالتالي، ندرس تفكيكًا وتأويلاً الوحدات النسيجية «Texturemes» اللغوية البصرية في الخطاب الشعري التي تمثل علاقات استعارية على سبيل المشابهة أو علاقات كنائية على مستوى المجاورة؛ إذ تتحول قصيدة الشاعر إلى علامة بصرية تمثل رؤيا الشاعر إزاء محيطه وعالمه. وبذلك، نصوغ الفرضية الآتية: وهي أن القصائد الفضائية بُنى بلاغية ذهنية تشكل معمار الكتابة انطلاقًا من وحدات التماثل أو التباين، بما فيها وحدات اللون والمساحة والشكل والخط، حيث تنسجم ومقصدية الشاعر في بناء حوار فوضوي، في الشعر الحداثي خاصة، يبعثر العالم من خلال نسيج الكتابة، حيث نعتبر التشكيل الفضائي«توبوغرافيا شعرية» تمزج بين اللغة والتشكيل ومساحات الكتابة والخط مما يهدف إلى ترسيخ محاكاة ساخرة أو جدّية احتجاجية. وبذلك، فنشأة الشعر المجسم سواء أكان ذلك في العالم العربي أم في الغرب ارتبط بظروف اجتماعية وتاريخية من خلال التقلبات العالمية، وظهور صناعة الإشهار «الإعلان التجاري»، وتطور السينما، والفنون التشكيلية، وهو ما واكبته تطورات النظريات السيميائية والشعرية والجشطالتية ونظريات الإعلام بحيث ظهر الشعر الكاليغرافي ثم تطور إلى تشكيل للنسيج الشعري لدى شعراء الحداثة في السعودية وغيرها.[1]
بيد أن فرضيتنا السابقة تتناسل عنها فرضية أخرى، تؤكد أن الشاعر«محمد حبيبي» في تجربته الشعرية يشيّد العالم انطلاقًا من خارطة ذهنية تمثل رؤيا فوضوية للعالم، حيث تنعكس مؤشراتها الأيقونية على الاستعارات والكنايات البصرية، ناهيك عن نسيج المواقع الصواتية التي تمزج بين فوضى التقابل والتنافر، والقلب والحذف وغيرها من السمات النسيجية البصرية التي سنحاول إعادة بناء دلالاتها بناءً سيميائيًّا معرفيًّا.
 
[1] الرواشدة، سامح، تقنيات التشكيل البصري في الشعر العربي المعاصر ، مجلة مؤتة للبحوث والدراسات، الأردن، المجلد 12، العدد 2، 1997م: ص ص. 45- 50
 
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية