جماليات العجائبي وأبنيته في رواية "خليفة الأرض" لشميسة الراسبي

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

أستاذ مساعد النقد الأدبي والأدبي المقارن قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة دمياط (مصر) قسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة السلطان قابوس (عُمان)

المستخلص

تُبنى فكرة هذا البحث على دراسة أدب العجيب من خلال رواية من الأدب العماني المعاصر عنوانُها (خليفة الأرض، 2010) للأديبة العمانية (شميسة الراسبية). وتُعدّ هذه الرواية حلقةً مهمة ضمن مراحل تطوّر الرواية العمانية من حيث اللغة والموضوع؛ فقد ابتُكرَت فكرتُها الواقعيةُ السحريةُ التي تربط بين عالم فانتازي مُتخيَّل على ألسنة الجنّ وعالم الإنس. ويُعالج هؤلاء الجنّ قضايا بشريةً تتعلق بعدد من الأفكار الأدبية التي تخلق أجواء واقعية تمسّ المجتمع الإنساني: الإرهاب، والظلم البشري، والقتل، والبعد الإنساني الغائب عند بني البشر. وَمن عوالم الواقعية فيها كذلك، أنها تُوظف أبعادا فلسفية متعالية تعالجُ من خلالها أفكارا دينية وعلمية. وتدور أحداث الرواية في جامعة علميةٍ، هي جامعة الجنّ. وتعد هذه الفكرة ابتكارية إلى حد بعيد، ولذلك كان من الموضوعات التي طرحتها الرواية فكرة الدعوة إلى التغيير الفكري في عالمي الإنس والجنّ، بما يتلاءم مع الأجواء الفكرية العلمية التي يفرضها العمل الأكاديمي الجامعي.
يهدف هذا البحث إلى معالجة فكرة العجيب من خلال مداخل أربعة تتعلق برؤيةٍ نقدية متكاملة: مفهوم العجيب في الدراسة، وأبنيته في الرواية، وأبعاد الواقعية فيها، ثم التعريج على قراءة الرواية من خلال فقه لغتها المستحدثة. ولذلك، فإن هذه الأبعاد المتلاحمة تفرض منهجية بنائية وصفية منسجمة، تقوم في جانب منها على بعدِ سيميائية الشخصية العجائبية في الرواية، وكذلك لا تنفصل في جانب آخر عن قراءة الأبعاد القائمة على الواقعية السحرية فيها.
وقد طرحت الدراسة عددا من التساؤلات المتلاحقة التي تتعلق ببناء الرواية عجائبيًا، ووضع الحدود الفاصلة في توصيفها، ثم التساؤل عن طبيعة الأبنية الجزئية التي تُسهم في بناء العوامل الواقعية فيها، مثل الدين، ومَسْرَحةِ الرواية، والثورة، وفكرة العدل. وقد أدى ذلك إلى عدد من النتائج أهمها: أنه لم يقُم عامل الوصف في الرواية على أداء دور الرعب القُوطِي، بل ركزت على الأفكار التي تبثها الشخصيات الجنّية (العفاريت) تجاه عالم الإنس، فلم تهتم الرواية بعالم التحوّلات (ميتاموفوز) كثيرا. وقد ارتكزت الرواية على بعض الرؤى الوجدانية التي تعالج من خلالها –ببعض الرومانسية- الرؤية الموضوعية لبعض الشخصيات تجاه بني البشر. ومن ثم، فقد اختفى عامل الدهشة لدى المتلقي، وخاب توقعه بسبب غياب عامل التخويف والرعب، حيث وجد القارئُ نفسه مضطرا إلى قراءة الرواية –على الرغم من عجائبيتها – من منظور واقعي متعال.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية