مفهوم اللذة بيــن الأثرة والإيثــار "دراسة في فلسفة الأخلاق"

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

مدرس فلسفة الأخلاق قسم الفلسفة كلية الآداب – جامعة الإسكندرية

المستخلص

نعالج في هذا البحث مسألة الأثرة والإيثار انطلاقًا من كونهما ثنائية متناقضة. فقد نشأت مشكلة الإيثار بحدة داخل مجتمعنا على أساس أولوية المصلحة الذاتية والفردية، وليس ذلك بسبب خطورة أن يكون الناس شديدي الإيثار فينسون أنفسهم، بل خوفًا من ألا يكونوا كذلك. فلا يكون التعايش من دون تعاطف أو مساعدة أو حتى تضحية من الأفراد. فالإيثار مشكلة ثقافية تقوم على قاعدة الأنانية.
لقد ظهرت طوال تاريخ الفكر البشري تيارات ومذاهب فلسفية رأت أن "اللذة" أو "السعادة" أو "المنفعة" هي معيار الفعل الأخلاقي. فالناس يبحثون عن سعادتهم وتكون السعادة إحدى غايات السلوك البشري ومعيار الأخلاق. إن "الخير" في نظر تلك المذاهب الفلسفية يتمثل في اللذة أو الفعل الذي يؤدي إليها. و"الشر" هو الألم أو ما يؤدي إليه فكل إنسان بفطرته ينزع نحو تحقيق اللذة، ويجتهد لتجنب الألم.
ويُعد كل من الأثرة والإيثار من القضايا الأخلاقية التي نالت حظًا وافرًا من الدراسة في تاريخ الفكر الفلسفي والأخلاقي، وكذلك حظيت بعناية بالغة من الأديان السماوية. فهي مرجع السلوك الأخلاقي وتجربة أخلاقية هامة. فالأثرة أن يؤثر الإنسان نفسه على الآخرين، وتُرجّح لديه صفات الزهو والكبرياء والمبالغة في حب الذات، وحب التسلط والهيمنة، وهي كلها صفات منافية للقيم الأخلاقية السامية. أما الإيثار فهو دليل التواضع، والتضحية، وحب الآخرين وهي كلها صفات تعزز العلاقات الإنسانية، وتجعلها أكثر تماسكًا.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية