إشكالية العلاقة بين العقل والأسطورة "دراسة تحليلية نقدية لمصطلحي الميثوس واللوغوس في الفلسفة اليونانية"

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

أستاذ مساعد الفلسفة بجامعة الإسكندرية

المستخلص

ينظر عادة إلى الأسطورة بوصفها مقابلة للعقل، حيث توضع في جانب اللامعقول مقابل المعقول، وهى الرواية الخيالية التي لا تخضع لمنطق ولا روية ولا تستند إلى واقع موضوعي، في حين أن العقل يعنى بالمنطق والوعى، ويعقلن الواقع الموضوعي ويحلله، ويفنده أيضاً، ولقد ظلت هذه الصورة مسيطرة على الأفهام لفترات طويلة من تاريخ البشرية، وقد ماثل كثير من الباحثين بين الأسطورة والميثوس، وبين العقل واللوغوس، وذلك استناداً إلى الترجمة الإنجليزية لهما، وظلت هذه المماثلة حاضرة بقوة في آراء وكتابات المفكرين، ونحن هنا لسنا معنيين بتحليل تلك العلاقة المتناقضة بين الأسطورة والعقل، خاصة وأنه قد ظهرت في الآونة الأخيرة مؤلفات كثيرة تشير إلى أن العلاقة بينهما ليست على طرفي نقيض، وتاريخ البشرية ينم على ارتباطهما وربما تكاملهما في صنع الحضارة الإنسانية.
وكذلك هي الحال في العلاقة بين الميثوس واللوغوس حيث إنها تمثل إشكاليةً فلسفيةً تناولتها أطروحات عدة، أكد بعضها على تلك العلاقة بوصفها علاقة ارتباط وتداخل، بمعني أن الميثوس واللوغوس هم وجهان لعملة واحدة، اصطنعها الإنسان لتفسير أصله ووجوده ومآله، وكذلك لتفسير الكون الفسيح من حوله، حيث لجأ – أي الإنسان - إما إلى البراهين المنطقية والتناول العقلي فكانت الفلسفة، وإما إلى الروايات الخيالية والغيبيات فكانت الأسطورة، وكل منهما كامن في الآخر متلبس به من أجل قهر القلق الوجودي البشرى

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية