الرمال السوداء في ساحل دلتا النيل بمنطقة رشيد: دراسة تطبيقية في الجغرافيا التاريخية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية

تعتبر الرمال السوداء من كنوز مصر على شواطئ البحر المتوسط والبحر الأحمر؛ ولذا فهي من أهم الموارد الطبيعية التي تتمتع بها شواطئ مصر البحرية؛ إذ تتوفر بها العديد من المعادن التي تم إهمالها وإهدارها لسنوات عديدة، وإن أُحسن استغلالها سوف تكفي خيراتها الشعب بأكمله وتدفع عجلة الاقتصاد المصري إلى الأمام. كما يُمكن أن تُصبح واحدة من أهم المشروعات القومية التي تلعب دورًا فاعلًا في نهضة الوطن.
               تتمتع منطقة الدراسة بأكبر احتياطي من الرمال السوداء على مستوى مصر؛ اذ يوجد بها 600 مليون متر مكعب من الرمال السوداء، الأمر الذي تتطلع إليه الدولة المصرية من الاهتمام بمنطقة الدراسة وتطويرها وتحديدها ضمن مشاريع خطة التنمية المستدامة لعام 2030م. كما تمثل منطقة الدراسة نطاق تركز سكاني ذو مركب اقتصادي متنوع. لعل نهر النيل هو السبب الرئيس والمباشر لتكوين الرمال السوداء، فهي في الأصل رواسب نهرية نقلها نهر النيل ووجدت طريقها إلى البحر وامتزجت بمياهه واكتسبت كثيرًا من المعادن الحديدية بفعل الأمواج التي أعادتها مرة ثانية إلى شاطئ البحر من جديد وساعد على ذلك التعرية البحرية وطبيعة الشاطئ والمد والجزر.
               تهدف الدراسة إلى إبراز دور الجغرافيا التاريخية في التعرف على أهم الخصائص الطبيعية لمنطقة الدراسة والتي تحتوي على أكبر احتياطي من الرمال السوداء، ومن ثم دراسة خصائص الرمال السوداء، وتطورها التاريخي في الفترة من 1953-2021م باستخدام نُظم المعلومات الجغرافية. كما تسعى الدراسة للتأكيد على الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء بمنطقة الدراسة والمعادن الاقتصادية المستخرجة، وتحديد الاحتياطيات العالمية والمصرية منها، كما تُلقي الضوء على مستقبل الرمال السوداء في ضوء رؤية مصر للتنمية المستدامة.